صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

بعضا من حكايا : * الجبل

بعضا من حكايا : * الجبل

حدثنا رفيق متن السفر على صُفر الصفحات فيما روى :
كنا نحفر الصخر نغرس لنا موطىء قدم عند سفح ذاك الجبل ،،، عازمون لا محال على الصعود و نشوة الارتقاء تمد لنا حبائلها ،،، و صوت النداء من أعماق الجبل يرسم لنا السبيل ،،، نقاوم الريح الزافرة جمر آهاتها في وجوهنا لنصعد ،،، و لا نبالي كيف يحاول الصقيع من تحت أقدامنا أن يمهد لانزلاقةٍ كبرى ربما تطيح بأجسادنا العارية إلا من فكر الوصول ليسكِنَّا الفراغ .

نستمر بالحفر ،، نستمر في الصعود ،، نقترب من قلب الجبل و أمطار الحجر زخات فوق رؤوسنا ، كلما ارتقينا موضعا أطلت علينا أنياب الذئاب تتوعدنا بقهقهات انتظار ،، يلمع ريق شهوة الإفتراس في عيونها و يسيل لعاب اللحظات ،،، فنضحك ملء أعماقنا : إنا لمنتصرون و تظل تشهق بلا ترددٍ أنفاسنا
نقترب الآن ،،، نقترب كثيرا ها هي الشمس تتعامد على سنا النور ترسل ابتسامة تصوبها نحو أعيننا و تضحك في شماتة : هل مستمر صعودكم ؟ تسأل باستغراب
فلا نتعجب فكم من شمسٍ حاسدةٍ طوقت عنق اللحظات قبلا و عكست بريقها في العيون كي نضل الطريق و نتعثر ببعض الظلال و لكننا عازمون ،،، ماضون نحو الأعالي و لن نبالي بنعيقك أيتها الشمس
يستمر الصعود ، يستمر مطر الحجر ، و عواء الشمس يصاحب قهقهات الذئاب
نعتلي عرش الجبل أخيرا ،،، نبتعد عن الأرض غاية و نقترب بذات الشوق نحتضن السماء و تزغرد أنفاسنا اللاهثة من عناء الإرتقاء بفرحة البلوغ
نفتح للريح صدورنا ليملأها الهواء فلا نجد غير ثقوب امتلأت ضبابا و نوافير دماء من أين جاءت ، من أين لنا بتلك الجروح ، ما بال الرأس مدلىً فوق الجسد ؟ و العنق يرفرف كنسر جريح ،، ذبحه الانكسار
آاااخ لم ننتبه في غمرة فرحتنا بالصعود أن يد الجبل كانت تجدل لنا هدية الوصول
مشنقة بلون الروح ، وبضع سهامٍ سوداء فرحة الصعود و اعتلاء عرش الجبل
/
عايده
1/4/2012


تنويعات على قمة جبل : مهداة إلى عايدة بدر / الشاعر المصري الكبير علي محمود عبيد

تنويعات على أ لحان جبل
إلى عايده بدر

حدثتنى عايده بدر
عن خويِّها
قال:
كنا نحفر مغرسنا لقدمٍ ٍ
عند أقدام جبل أرارات
لنصعد فى همة الشباب ِ
ونشوة الصعود
يحدونا الأمل َ
أن نلتقى نوحَ
أو أيًّا من عياله..
وبينما الريح تصفر من حولنا
.زافرةً آهاتها
صارخة علينا
:خذوا حذركم
ونحن غير هيابين
ولا عابئين
ولا ملتفتين لتحذيرها
وذلك الصقيع الذى يهىء
مع كل خطوة لنا منزلقا
فى الهاوية
والصقيع فى ذات الوقت
يصفع وجوهنا
ويهرى أقفيتنا
و الأجساد العارية تصعد
فى تحدٍ سافر
ٍليس لنا إلاّ عزيمتنا
وعزتنا..
تلك التى لم تأخذنا بالإثم ٍ
وإنما بالصعود
بينما زخات الحصى والحصباء
فوق أدمغتنا
والحجارة رضما تدمى
أقدامنا
والذئاب الجبلية تعوى
تمنى أنيابها بشهوة افتراسنا
لكنا
كنا نقهقه ملء أعماقنا
لا أشداقنا
وبينما
تلهث أنفاسنا
يا شهوة الجبل ادفعينا إلى الأعالى
فالصعود
إلى صهوة الشمس..غايتنا.

ها هو ذا البريق ُ
فى عيون العيال الصاعدينِ
بينما المطر الحجر
وعواء السيدالعملَّسِ
(أى الذئبِ)
وشهوة النجاح
مهما تفجرت منا الدماء
نوافيرا..نوافيرا
ومهما أصابنا من انكسار
إلاّ أننا ماضون فيما بدأنا..

يا فرحة الوصــــول
لكن الجبل
(يا صديقى
يا أخا الحرف )
كان يفتل لنا
مشنقة الصعود
واعتلاء السدة
وسواد الشهوة الجارفه.

الشاعر المصري الكبير
 علي محمود عبيد
طنطا 25/6/2012م