كنت كلما امتلأت من
التعب أُمني النفس بتوسد صدر المطر أشدو على مسامعي حكايا الصبر على مكاره
الصمت و أعيد تكوين ملامح أمير الغيم و ساحة السماء في حضرته لماذا انغرس في
القلب هذا السهم الأسود كلما حاولت إخراجه سرى سمه في القلب
أكثر
هل يمكنك جمع دموع
الغابات من فوق وسائد الليل كم عدد الليالي التي أنفقها الوجع ثمنا للصبر هل
تعلم كم بكي الأرق فوقها و أسفلها كم توسل للصمت أن يوقر أذن الذكرى لا تعلم
و لن تعلم
قبل الموتة
الأخيرة أتذكر أنه أُلقي بي من شاهق الجبل أتذكر بعدها أن الأحجار كانت
تتساقط فوق رأسي أتذكر أيضا ابتسامة كبيرة كانت ترتدي وجها و يدين يتبادلان
الابتسامات و الأحجار لبناء قبري
تَعَلم من منطق
أرسطو ما يعينك على فهم هذه المعادلة البسيطة أنت منحت من نفسك العزيزة
الكثير هم ألقوه في أقرب سلال المهملات النتيجة نفسك العزيزة تقبع في
أقرب سلال المهملات النتيجة أن لا أحد يستحق أن تمنحه شيئا أعلى كثيرا من
طاقة إدراكه
إجمعهم جميعا في
سلة واحدة كل من ابتسم في وجهك و حمل خنجره خلف ظهره كل من أدار لك مفتاح
الحياة و فتح بابك على السراب كل من رسم لك نوافذ زيف مشمسة و طفق الريح يكشف
عوراتهم كل من جمع ألوانك حين تساقطت منك و أنت ترقص حول الموت كل من مد يديه
نحوك أثناء سقوطك و أهال فوق رأسك تراب قبرك اجمعهم جميعا ............... في
زاوية العدم
كنت تسأل
نفسك كيف تُغمض أجفان تمارس الكذب كما تتنفس رئتان تحملان هواء الزيف لم
يكن للسؤال حاجة فالإجابة واضحة : كما تتنفس أنت صدقك و تأكل جوع حزنك و
تشرب آثام تصديقك
لا أحب النصائح و
الحكم تأتيك دائما في غير موعدها لا أحد يخبرك أن أنفاس الجسر هناااكـ
متقطع أوصالها لكنهم يخبرونك بذلك وأنت تهوي من فوقه لعمق مجهول لا أحد يشير
إليك عن عتمة ستحتوي خطواتك قرب نهاية الطريق لكنهم يخبرونك بذلك و أنت تحاول
نزع مخالبها و هي تشرب دمك لا أحد ينجيك من فورة الطوفان جميعهم يقفون فوق
قمم الجبال ينصحونك أن تقفز للأعلى لتعبر الموجة يتضاحكون و الموج يغمر كل ما
تبقى منك
كان الفعل خنجرا
يطعن مادة الروح كانت الكلمة سكين تذبح أوردتها لا بأس إن ألقت بنا السماء
مكتوفي الأيدي إلى أعالي الموت ... ذات الموت الذي حملتنا إليه قبلا و
عدنا منه بلا شيء تماما بلا شيء