الطريق نحو الأزرق

 

 

 

في يوم المرأة ....
لكل امرأة نزحت بأطفالها من الموت في الجبل / في البيوت المحاصرة /

في الشوارع المغلقة  فوجدت الموت ينتظرهم في البحر

الطريق نحو الأزرق

المرأة التي علق الموج ضفائرها في قدميه ما عادت تركض من هنا
الشاطىء الذي يجلد أصدافه بضفائرها ما عاد يركض من هنا
الموت شهي لا يبالي بصقيع أنفاسه
يرتدي أزرقه و يغادر على عجالة

* كم جسدا لونتَ اليوم بأزرقك ؟
- إعقد أنشوطتك و اختصر الطريق نحوي و تعال
لم يكن هشا لكن الموج سحب من جبينه طراوته
لم تكن السماء مصغية لارتباك دمه و الصدى يناديه

** من أين لطفلي بحليب و كل الأصداف جف ثديها ؟
- إعقدي أنشوطتك و اختصري الطريق نحوي و تعالي
القاع صدأ بما يكفي ليدرك انحناءات عظامك اللينة
رأسه يقهقه كلما استفاق الموج على صوت سقوطك

- الموت شهي حين تتناولوه جرعة واحدة بلا حياء
إعقدوا أنشوطتكم و اختصروا الطريق نحوي و تعالوا
مازال متسعاً أزرقي

عايده بدر
6-3-2016

جحيم

 

 

 

كان بإمكاني أن أقتلك دفعة واحدة
أن أطلق عليك من فوهة النبض آخر ما احتفظت به من رصاص وردي
خبأته لروحي ذات يأس و قنوط من احتفاظ هذا العالم ببعض انسانيته
أن أمرغ في وحل المسافات ظلالا رمادية ترشققك و أنت تمر بأضرحة القلب
أن أدق نواقيس المعابد المصطفة على ضفاف أنهار الروح بعنفوان الدهشة
فيخرج صوت الودق المحبوس في أوردتي طوفانا لا يعرف لهديره من سكون
كان يمكنني بكل هدوء أن أسكب على طاولتك بقايا فناجين شاحبة البن
اعترفت بندم الانتظار لشبح الوهم فتتعارك على ناصيتها حروفك صامتة
لكنني فضلت أن أقتلك بطريقة أكثر عدائية
لأنهم أصبحوا يصفوني مؤخرا بالشريرة التي تقطع رقاب الدقائق في انتظارك
و تذبح على مقربة من حدائقك ساعات ضيقها و ألم وحدتها
قررت أن أفتح عليك أبواب جحيمي
و أجلسك في منتصف وريدي ترتشف على مهل كل ما يحمله دمي
من ملامح وجهك و ستعرف حينها
ما معنى الجحيم

لا ترقصي ....



 

لا ترقصي ....
فالرقص مجلبة لشياطين التمني
الريح بين قدميك تركل غبار اليأس
لا ترقصي ....
تفتحين النار بين ذراعين يحملان النداء
حول الخصر تتشابك ذنوب العشاق
لا ترقصي ....
تتأوه الجدران حين يدور شعرك
يندلق على المقاعد لون عينيك
أغلق أصوات الريح
باتجاه صوتك ........ أُسير حلما
كل ما فيه كان ينتظر
كل ما فيَّ كان يرقص
كل ما بعد الرقص ....فوضى
كل ما بعد الرقص يحوم هنااااكـ حول النار