صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

الثلاثاء، 27 فبراير 2024

في السوق الكبير

 




في السوق الكبير

‏لم يخبرني أبي عن تلك الغابة خارج شرفتنا ، لم يخبرني أنه حين دق أوتاد بيتنا كان ذلك فوق سماء من تلك الثمانية البعيدة ، وأن ثامنتهم راقت له كثيراً فآثر أن يهديني شرفة  أطل منها على الغيم مع كل وشوشة للضوء ، فتعلقت بالمطر وأنا أتابع عن كثب كيف تخبزه  السماء على عينيها طازجاً لي وحدي.
‏ لم يخبرني عن دوائر العراك أسفل شرفتي ، ولا عن ذلك الأزرق العملاق يدور حولنا فيقترب حيناً ويراوده الضباب الكثيف أحياناً فيبتعد ، وأن ذلك كان موطن ظهور كائن يدعى "الإنسان" .  لم يخبرني كثيراً عن ماهية ذلك  الكائن .. لا عن أحواله  أو حالاته .. لا تفاصيل كثيرة عن تاريخ وجوده أو متى ينتهي تاريخ صلاحيته .. غير أنه من الآمن لنا أن نبتعد عنه قدر الإمكان فهذا النوع من الكائنات تظهر خطورته أكثر كلما اقتربت منه وصادقته ، أو فكرت أن تطعمه من نبضك، وتمنحه من أيامك ، تشعره بدفء أنفاسك ويأويه ملاذ  قلبك .
‏ لم يخبرني أبي عن أسواق النخاسة التي يبيعون فيها الابتسامة حين الشدة ،والسند الطيب حين التعثر، والعِشرة الممتدة مع سنوات العمر المبعثرة على أعتاب الوقت المهدر، ولا عن تلك الأرواح التي كبلتها مواثيق عهود تكفل الحزن أن يلاحقها في كامل حيواتها السابقة وما زال يفعل بإصرار .
‏ لم يخبرني أبي سوى أن أغلق شرفتي عن ذلك الأزرق العملاق وساكنيه وألا أنصت لتلك الهمسات الملونة تحملها لي النجمات ولا ثرثرة الأساطير في حكاياتهن ... لكنني بفضول الروح التواقة للخلود وبفرح الاكتشافات المثيرة للدروب خارج سمائنا الثامنة..  خطوت أول خطواتي خارج شرفتي وسرت نحو الضوء اللامع على امتداد الأفق البعيد وصوت لا أعلم كنهه يرافقني،  فحاصرتني تغاريد الظلال الكاذبة ، سرقت ضلالة الطريق خطوتي وتسرب الصوت عبر الدروب المخادعة .
‏ ومذ حينها وأنا  أبحث عن طريقي إلى شرفتي، إلى حيث أبي ينتظرني هلِعاً ، تآكل الوقت تناحرت عقاربه وأعلنت سمائي فرض حظر تجوال حتى يجدني طريقي نحو شرفتي .. وها أنا  أعود وأنا أحمل على صدري رقماً مجازياً ضخماً من أرقام السوق الكبير

‏ 19 يوليو 2023

الأربعاء، 14 فبراير 2024

عطر الوعود المنسية

 




في عيد الحب

عطر الوعود المنسية

‏مر الحب يوماً بغابات نخيلي وتوقف مندهشاً من إحكام أسوار الكحل حول عتيق اخضرار يحيط بجزر العسل، شهقت أنفاسه وهو بغني " عيناكِ غابتا نخيل.. قمر.. ومطر " مد يديه يراقصني بامتداد حقول النرجس في صدره حتى آخر حدود النبض.

‏حين استفاق على أجراس الوقت، حمل حقائبه المثقلة بغيمات اكتظت بمواقيت المطر المتضاربة، وعطر الوعود المنسية يفوح منها كلما خطا ظله بعيداً ، يعلل للورد كيف صارت الحدائق فراشات بنصف أجنحة، يلملم أسهم معقوفة من نفاذ صبر الاعتدال في وجهتها ، ويرفع الحرج عن ريشات بهتت ألوان الانتظار في جوانبها المظللة ، يجمع ما يستطيع من أقنعة براقة ضحكتها تخفي خلفها دمعات صامتة ، وقصائد لامعة المجاز حين يجن الليل عليها تتوهج تحت ظلال القمر، وترتبك من وقع موسيقاها خطوات النجمات فيغفو الليل آمناً من بعد أرق ، لكنه ينتبه لصدى دقات النهار فوق أبواب شمس ما تزال تقاوم البزوغ وتفرك عينيها في كسل تمشط جدائل الضياء ، يتململ الحب حين يعاجله الوقت بفتح فيه الصمت ، يرى حدائق الحكايات غير مكتملة النهاية تذبل رويداً رويداً ، وأنامل السماء تخبئ ما تبقى منها في صرر الغيم.

في كل عيد للحب ترفع عاشقة مبتدئة يديها باتجاه السماء وتهتف بفرح: مطر.. ‏مطر

‏فيحملها عاشق غر ويدوران معاً حول الأغنيات، يراقصهما الوقت قليلاً ثم يعتذر متعللاً باقتراب دقات الصمت، فتذبل حكاية أخرى تلتحق بالغيم.

حول أقدام الأشجار الراسخة في الأرض يركض طفل صغير، ينظر بفرح نحو السماء ويهتف: ما أجمل المطر، أريد فراشة ، أريد ريشة ملونة ، ‏أريد سهماً من تلك التي يحملها طفل الحب

‏١٤ فبراير ٢٠٢٤

"الحب" تمثال رخامي - متحف اللوفر - النحات أنطوان دينيس شوديت ١٨١٧


الثلاثاء، 9 يناير 2024

في باب: ما لا يود العاشق سماعه

 






في باب:

ما لا يود العاشق سماعه

كان بإمكانك أن تقطع الطريق

على الوحوش والغربان المرابضة حول نبضي

أو ترمم الشِق الغائر في جدار الثقة المنهار

قرب أكوام الخطوات النافقة

وأن تعيد ترتيب قطع الطريق المتناثرة

وتعدل من وقفة أشجاره التي أمالتها رياح الانتظار الفارغ

كان بإمكانك أن تعبد مفازات المسافات

التي تناسلت منذ آخر لقاء حجري

أو تكسر الجدار الزجاجي الشاهق ارتفاعاً

الفاصل بين ضفتينا

وتدفن أكوام الورد المتعانقة خلفه

كان بإمكانك أن تفتح فم الصمت تشد منه أحبال الكلام

وتعيد ترتيب الحروف فوق الشفاه

أن ترفع سقف ظلم استطال واستدار مع قضبانه

وتهيأ ليحجب ورائه أنفاس الروح المهترئة

أن ترمم ثقوب قلب استنزفته رصاصات الخذلان الطائشة

كان بإمكانك أن تكون الذئب في الحكاية ...

ولا تعد على مسامع بئر الوقت المعطلة سيرة الأخوة الأشقياء

أن تعتذر عن اقتراف دمي

وتعيد لي وجهي الذي مزقته أنياب الوحوش في مملكتك

لكنك آثرت إلا أن تكتم أنفاسك اللاهثة

من الركض بامتداد الفراغ إلى العدم

وفضلت أن تجلس في مقاعد المتفرجين

على أحدث عروض ال Dark deep web ترتدي نظارة 3D

وتتناول البوشار هدية الليالي القاتمة

وأَبيت أن تعيد لغاباتي كرامة اللون واعتزاز نخيلهما بالمطر الوردي

استرحت أكثر لفكرة صمتي

ورقصت على أشلاء نبضي الممزق

في ساحة الظروف والمصالح والمهم والأهم

بانتشاء ... سابقتَ ظلكَ في البحث بين زهور الحديقة

عمن تزين بها قميص يومك

بينما كان نشيج اللحن في صوتي يتعالى انكساراً

يذبح أوتار حنجرتي من الذهول …

و يصرخ ..من أنت؟

2 يوليو2023



وحل الطين

 




وحل الطين
ونعوذ بك من قلوب جاحدة متجبرة
وأرواح ناكرة ماكرة متلاعبة
من آذان تسمع غياً ولا تبحث عن الصدق
وأعين تغمض عن الحقيقة رغم شمسها
من ظالمين أدركوا ظلمهم فلم يعدلوا عنه
من حيات/ ثعابين يسعون بالخراب
يستبيحون نقل الكلام ويتهافتون على شهادة الزور
عالقون حتى النخاع في وحل الطين
3 اغسط 2023




الاثنين، 13 نوفمبر 2023

سلام !







على رؤوس الأنامل تصطف الكلمات
يراودها البياض المريع على صفحات الوقت
هل تسكب دفعات النبض الكامن بين الكفين
أو تغلق على كفيها ما نما فيهما من حدائق
سلام واحد يغرس كل هذا النرجس
ماذا لو امتد السلام قليلاً!
ماذا لو ابتسمت الكلمات لهذا الدفء
وانسكب من بين الأنامل حروف الأمان!
هل قلت إن الحروف أحيانا تتبعثر أمام السلام !

28-2-2023




غيمة!







بين أناملي تسكن غيمة
كلما هممت بالكتابة لك
تراوحت قطرات المطر بين طرقاتها
وترافق ظلانا بلا ظلال حولنا
وتعالى هتاف الطريق ضد تناسل المسافات
24-1-2023




على حافة السطر









أقف على حافة السطر
وألقاني أخطو فوق نقطة العودة
إلى أول قطرات المطر
أترى ..............
تلك الغيمة البعيدة هنااااكــ
تشاغلني بأغنيات النداء
تردد :
أيتها الفراشة
من هنا طريق النور
من هنا طريق الاحتراق
فــ هيت لكِ
7-12-2022