صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

الأحد، 3 نوفمبر 2024

عيد الحب المصري





عيد الحب المصري4 نوفمبر
عيد الحب عند المصريين

أعتقد أننا الشعب الوحيد الذي يحتفل بالحب بعيدين وليس عيد واحد
يحملون الورود الحمراء والهدايا الملونة
ويحتفلون مرتين بعيد الحب
فهل حقاً نعرف الحب؟!

في يوم 4 نوفمبر من عام 1977 أطلق الكاتب الصحفي المصري "مصطفى أمين"
فكرة الاحتفال بعيد الحب في مصر وذلك من خلال عموده الأشهر "فكرة" في جريدة "أخبار اليوم"
لم يكن يعني بهذا الاحتفال أن يقتصر الحب على المحبين والعشاق
لكنه كان يدعو لتخصيص هذا اليوم ليكون احتفالاً عاماً بالحب المطلق
فكتب في "فكرة" عن دعوته لتخصيص هذا اليوم:
""نريد أن نحتفل لأول مرة يوم السبت 4 نوفمبر بعيد الحب،
حب الله وحب الوطن وحب الأسرة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب الناس جميعا..
هذا الحب سوف يعيد إلينا كل فضائلنا ويبعث كل قيمنا،
يوم كانت النخوة طابعنا والمروءة ميزتنا والشهامة صفتنا".
أي دعوة كريمة مثل هذه التي تدعو لنشر الحب بين الناس
في مجتمع شديد الخصوصية كالمجتمع المصري

لكن لماذا تم اختيار هذا اليوم تحديداً؟
ويعود سبب اختياره لهذا اليوم تحديداص إلى قصة حدثت أمام عينيه
فقد شاهد، في الرابع من نوفمبر 1974، جنازة في حي السيدة زينب لا تضم سوى ثلاثة رجال يسيرون فيها
فاختار أن يكون هذا التاريخ دعوة لنشر الحب بين الناس وتعزيزاً لأواصر المحبة والصداقة
واستنهاضاً لقيم كثيرة مغروسة في نفوسنا لكن عجالة الحياة تحاول طمسها وتغيير ملامحها
وفي ذكرى عيد الحب المصري
رحمة الله عليك الكاتب الصحفي المصري القدير مصطفى أمين
وشكراً لرسالة نور حاولت إيصالها لمجتمع في أمس الحاجة إليها الآن
عيد الحب المصري
كل عيد وأنتم طيبين
كل يوم ومصرنا الحبيبة بألف خير
كل يوم نتمنى أن تنتهي جراح اخواننا في فلسطين ولبنان
وأن يسود السلام والأمان
كل عام واالعالم أجمع بخير
عايده بدر
3 نوفمبر 2024


في السوق الكبير






في السوق الكبير
‏لم يخبرني أبي عن تلك الغابة خارج شرفتنا، لم يخبرني أنه حين دق أوتاد بيتنا كان ذلك فوق سماء من تلك الثمانية البعيد ، وأن ثامنتهم راقت له كثيراً فآثر أن يهديني شرفة أطل منها على الغيم مع كل وشوشة للضوء ، فتعلقت بالمطر وأنا أتابع عن كثب كيف تخبزه السماء على عينيها طازجاً لي وحدي.
‏ لم يخبرني عن دوائر العراك أسفل شرفتي ، ولا عن ذلك الأزرق العملاق يدور حولنا فيقترب حيناً ويراوده الضباب الكثيف أحياناً فيبتعد، وأن ذلك كان موطن ظهور كائن يدعى "الإنسان" .
لم يخبرني كثيراً عن ماهية ذلك الكائن .. لا عن أحواله أو حالاته .. لا تفاصيل كثيرة عن تاريخ وجوده أو متى ينتهي تاريخ صلاحيته .. غير أنه من الآمن لنا أن نبتعد عنه قدر الإمكان فهذا النوع من الكائنات تظهر خطورته أكثر كلما اقتربت منه وصادقته، فكيف بك لو فكرت أن تطعمه من نبضك، وتمنحه من أيامك، أو أن تشعره بدفء أنفاسك أو يأويه ملاذ قلبك .
‏ لم يخبرني أبي عن أسواق النخاسة التي يبيعون فيها الابتسامة حين الشدة ،والسند الطيب حين التعثر، والعِشرة الممتدة مع سنوات العمر، تلك المبعثرة على أعتاب الوقت المهدر، ولم يخبرني حتى عن تلك الأرواح التي كبلتها مواثيق عهود تكفل الحزن أن يلاحقها في كامل حيواتها السابقة وما زال يفعل بإصرار .
‏ لم يخبرني أبي سوى أن أغلق شرفتي عن ذلك الأزرق العملاق وساكنيه، وألا أنصت لتلك الهمسات الملونة التي تحملها لي النجمات خلسة، ولا ألق بالاً لثرثرات الأساطير في حكاياتهن
لكنني بفضول الروح التواقة للخلود، وبفرح الاكتشافات المثيرة للدروب خارج سمائنا الثامنة.. خطوت أول خطواتي خارج شرفتي، وسرت نحو الضوء اللامع على امتداد الأفق البعيد، وصوت لا أعلم كنهه يرافقني كلما تعبدت تحت أقدامي الدروب حاصرتني تغاريد الظلال الكاذبة ، سرقت ضلالة الطريق خطوتي، تسرب الصوت عبر الدروب المخادعة ، وسمعت فحيح وعورتها ينفث سمه في عروق الوقت.
‏ مذ حينها وأنا أبحث عن طريقي إلى شرفتي، إلى حيث أبي ينتظرني هلِعاً ، تآكل الوقت، تناحرت عقاربه، وأعلنت سمائي فرض حظر تجوال حتى يجدني طريقي نحو شرفتي .. ها أنا أعود وأنا أحمل على صدري رقماً مجازياً ضخماً من أرقام السوق الكبير
‏⁧
عايده بدر
19 يوليو 2023