ومعي عيناه...
كنت ألتهم المسافة الفاصلة بيني وبينه ، تندس عينايَّ بين الملتفين حول يديه وهي تسافر بالكلمات إلى مدارات لم يبلغها فضاء بعد، وكأني أطوقه بحرز من تعاويذ القلب لتصرف عنه وجوه مشرئبة أعناق دهشتها.
أمر بجانبه تفصلني مساحة شاسعة من أصوات تناديه ، و وحده صوتي الساكن داخلي أراه يتسلق حنجرته ، يطبع اسمي هناك ثم يفر خلف قضبان التمني يختبئ ويكاد المريب يقول خذوني لأضلعه.
أقف بالقرب منه كما وردة نبتت في جوار هيكل عظيم ، تسطع عيناي بنظرة لسماء تفرد ظلالها فوق هامته ، وقامته الممشوقة تغزو أوائل الغيم ، مادا زراعيه يستقبل رسالات السماء هكذا تنبلج سورة يقيني به.
يقترب صوتي ليعانق أول قطرة مطر تهمس في أذنيه ، وفراشة على كتفي تنقاد لألوان قزح تتلألأ إذا ما التقتا عيناه بعينيَّ ، باختلاج جفن في حضرة نظرة، تختزل أساطير المشرقين ومغرب لا يعرف غروب شمسه.
تصطف الحروف قبائل لؤلؤ على شفاهي ، تجتاز حواجز الانتظار أو يهيئ لها ذلك ، فانصت لهمهمات نبض تتنازع وأنفاس محتبسة بين ضلوع فتتتها حمى الصمت ، كلما هممت ينزع مئزره عن شفتين حبستا الصباح طويلا ، تتلعثم الغابات في عينيَّ ، وحواجز انتباهي تبدو كطفلة تنشد عرقلة الأصوات المشتبكة حولي .
أتمتم بتعاويذ تذب عنه قوافل العيون التي تجتاح أنهمار مطره وتفتح نوافذها باتجاه حدائقه ، والصوت دليل يقظتي. أغادرني في مدن اعتل بها القلب ..أتركني للشمس تصطلي على جبين الأمنيات وأرصفة شوق تطبق على خطواتي ... آخذة معي عيناه دون أن يدري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق