نَهْرٌوَ بَحْرٌ
يَلْتَقِيَانِ
أَيُّهَا الْبَحْرُ الْعَظِيمُ
شَدِيدَةً مُلُوحَتِكَ
وَ عَذْبٌ مَائِي
لَمْ قُدِّرَ عَلَىَّ
أَنْ أَتَذَوَّقَ طَعْمَ الْمِلْحِ
عَلَى شَفَتَيَّ
كُلَّمَا هَمَمْتُ مِنَ الِّاقْتِرَابِ مِنْكَ
قُدِّرَ أَنْ يَكُونَ مُنْتَهَايَ
إِلَيْكَ وَحْدُكَ
آتِيكَ يِا بَحْرَ
مُتْعَبٌ مِنْ رِحْلَتِي الطَّوِيلَةِ
لَيْتَكَ يَا بَحْرَ شَاهَدْتَنِي
وَ أَنَا قَطْرَةُ نُورٍ أَتَبَخَّرُ
مِنْ أَعْلَى جِبَالِ الشَّوْقِ
أَنْحَدِرُ مِنْ نَسَائِمِ الْعِشْقِ
وَ أَسِيرُ فِي طَرِيقِي
نَهْرًا عَظِيمًا لِلْشَوْقِ
أَسْقِي جَدْبَاءَ الْقُلُوبِ
حِينَ أَصُبُّ فِيكَ يَا بَحْرَ
أَشْتَاقُ
لِمَنْ يَفْتَحُ لِي ذِرَاعَيْهِ
لِيَأْخُذُنِي عَمِيقًا
دَاخِلَ ذَاتِهِ
لِأَصْبَحَ يَا بَحْرَ جُزْءً مِنْ تَكْوِينِكَ
تَصْدِمُنِي مُلُوحَةَ أَيَّامِكَ وَ لَيَالِيكَ
وَ أَنَا الْعَذْبُ الرِّقْرَاقُ
لَا أَدْرِي
أَكُلَّمَا صَبَبْتُ فِيكَ يَا َبَحْرَ
مِنْ حَرِّ فُؤَادِي
وَ عَذْبِ نَسَائِمِي
تَزْدَادُ مُلُوحَةُ أَيَّامِكَ
نَفْسِي فِدَاؤُكَ يَا بَحْرَ
أُغْمِضُ الْعَيْنَ
وَ أُلْقِي بِذَاتِي بَيْنَ ذَاتِكَ
تَنْدَمِجَان
تَمْتََزِجَان
عَلَّ يَوْمًا يَأْتِي
أَتَخَلَّلُ ذَرَّاتَكَ
وَ أَنْثُرُ عَذْبَ أَيَّامِي
فَتُنِيرُ لَيَالِيكَ
وَ حِينَهَا رُبَّمَا تَشْعُرُ
كَمْ هُوَ ضَعْفِي
وَ احْتِيَاجِي إِلَيْكَ
شَدِيدٌ
نَهْرُوَ بَحْرُ
يَلْتَقِيَانِ.
//
عايده
13-8-2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق