عصــيان
،،،
حين حل عصر الجفاف على الأرض وصار القحط ميزان الأيام يزن النبض بدقة لامتناهية ،، خمدت براكين بوح كانت تمد الروح بطينة الاحتراق الدائم ،، طالت عمر اللحظات على عنق الأيام و صارت عقارب الوقت تتقافز بين المضي و بين الثبات ،، اعتلتها الحيرة إلى أين تمضي و إلى ما تسير
حينها تدثرت برائحة كفيك و أحتجبت ببعض أنفاس غفلت عنها فلم تأخذها معك حين الرحيل
و هناك في معبدي الكائن بين رئتيك أقمت صلاتي ،،، ابتهلت للرب الساكن بداخلي ورتلت معي النبضات ،، فـ علا نشيد الروح و زاد بنا الوجد فـ أعلنا التمرد و حملنا من ألوية العصيان ما استطعنا ،،، اقتحمنا بوابات الصد ،، و فتحنا نوافذ الوحشة المنتشرة على أسوار الروح ،، هزمنا كل دفاعات النفس فكيف سـ تتنفس الروح و هي تصد عن نفسها الهواء و تبيح ذاتها للضياع بعيدا عن يديك ..
أغلقنا العينين كي لا يفيض بحار ملحهما فتتلفا إشراقة وهمية لـ وجنات ذبلت منذ تصحرت أرض القلب و انقطع عنها وجه السماء فما عاد للمطر ملاذ يحتمي به من صقيع اللحظات ..
أسكتنا شفتين كان الهمس قبلا يغرقهما و لما اعترت الأيام موجة جفاف و قيل لنا هو عصر الجليد الزاحف نحو كهف الروح ،، تجمدت الأبجدية فما عادت تقوى على احتمال جفاف الجليد
قيدنا يدين لا تكفان عن التنازع ،، تختصمان أيهما يحمل هذا الرأس المتأرجح بين عقائد فرضت شريعتها صيام الروح عن الكلام و اعتناق صلاة الدمع و بين بعض التخفف تنشده شيخوخة اعترتها
أما القدمان اللتان اعتادتا الركض نحو نجمة الشمال الساكنة في عمق الروح و قيدهما القهر فما عادتا تستطيعان رفض المضي نحوك بعد أن أزلنا عنهما قيد الألم و هذبنا أشواك الوجع التي طالما جرحتهما في خطوهما نحو صدرك
أعددنا ولائم العشب الذي اكتسى يوما بـ رائحة المطر فما غادرته منذ مضى عهد الدخان و أشرق عرش الرب فوق الماء ،، أشعلنا تلك النيران التي طالما أحرقتنا ووهبناها بعضا من حطب الجسد فما عاد للماء عليها سبيلا
و انتظرنا يد السماء تمسح عن جبين الأرض غبار شهب حزينة و تعلق النجوم في مكانها لـ تشرق العينان بألوان النخيل و لـ تمشط غابات الكستناء أنامل اللهفة و لـ تمنح ياقوتتين منسيتين حق الحياة فـ تبتهلان باسمك ،،،وحينها سـ تتنفس الأرض في قلب السماء
/
عايده
12/12/2011
حين حل عصر الجفاف على الأرض وصار القحط ميزان الأيام يزن النبض بدقة لامتناهية ،، خمدت براكين بوح كانت تمد الروح بطينة الاحتراق الدائم ،، طالت عمر اللحظات على عنق الأيام و صارت عقارب الوقت تتقافز بين المضي و بين الثبات ،، اعتلتها الحيرة إلى أين تمضي و إلى ما تسير
حينها تدثرت برائحة كفيك و أحتجبت ببعض أنفاس غفلت عنها فلم تأخذها معك حين الرحيل
و هناك في معبدي الكائن بين رئتيك أقمت صلاتي ،،، ابتهلت للرب الساكن بداخلي ورتلت معي النبضات ،، فـ علا نشيد الروح و زاد بنا الوجد فـ أعلنا التمرد و حملنا من ألوية العصيان ما استطعنا ،،، اقتحمنا بوابات الصد ،، و فتحنا نوافذ الوحشة المنتشرة على أسوار الروح ،، هزمنا كل دفاعات النفس فكيف سـ تتنفس الروح و هي تصد عن نفسها الهواء و تبيح ذاتها للضياع بعيدا عن يديك ..
أغلقنا العينين كي لا يفيض بحار ملحهما فتتلفا إشراقة وهمية لـ وجنات ذبلت منذ تصحرت أرض القلب و انقطع عنها وجه السماء فما عاد للمطر ملاذ يحتمي به من صقيع اللحظات ..
أسكتنا شفتين كان الهمس قبلا يغرقهما و لما اعترت الأيام موجة جفاف و قيل لنا هو عصر الجليد الزاحف نحو كهف الروح ،، تجمدت الأبجدية فما عادت تقوى على احتمال جفاف الجليد
قيدنا يدين لا تكفان عن التنازع ،، تختصمان أيهما يحمل هذا الرأس المتأرجح بين عقائد فرضت شريعتها صيام الروح عن الكلام و اعتناق صلاة الدمع و بين بعض التخفف تنشده شيخوخة اعترتها
أما القدمان اللتان اعتادتا الركض نحو نجمة الشمال الساكنة في عمق الروح و قيدهما القهر فما عادتا تستطيعان رفض المضي نحوك بعد أن أزلنا عنهما قيد الألم و هذبنا أشواك الوجع التي طالما جرحتهما في خطوهما نحو صدرك
أعددنا ولائم العشب الذي اكتسى يوما بـ رائحة المطر فما غادرته منذ مضى عهد الدخان و أشرق عرش الرب فوق الماء ،، أشعلنا تلك النيران التي طالما أحرقتنا ووهبناها بعضا من حطب الجسد فما عاد للماء عليها سبيلا
و انتظرنا يد السماء تمسح عن جبين الأرض غبار شهب حزينة و تعلق النجوم في مكانها لـ تشرق العينان بألوان النخيل و لـ تمشط غابات الكستناء أنامل اللهفة و لـ تمنح ياقوتتين منسيتين حق الحياة فـ تبتهلان باسمك ،،،وحينها سـ تتنفس الأرض في قلب السماء
/
عايده
12/12/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق