صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

الأربعاء، 14 فبراير 2024

عطر الوعود المنسية

 




في عيد الحب

عطر الوعود المنسية

‏مر الحب يوماً بغابات نخيلي وتوقف مندهشاً من إحكام أسوار الكحل حول عتيق اخضرار يحيط بجزر العسل، شهقت أنفاسه وهو بغني " عيناكِ غابتا نخيل.. قمر.. ومطر " مد يديه يراقصني بامتداد حقول النرجس في صدره حتى آخر حدود النبض.

‏حين استفاق على أجراس الوقت، حمل حقائبه المثقلة بغيمات اكتظت بمواقيت المطر المتضاربة، وعطر الوعود المنسية يفوح منها كلما خطا ظله بعيداً ، يعلل للورد كيف صارت الحدائق فراشات بنصف أجنحة، يلملم أسهم معقوفة من نفاذ صبر الاعتدال في وجهتها ، ويرفع الحرج عن ريشات بهتت ألوان الانتظار في جوانبها المظللة ، يجمع ما يستطيع من أقنعة براقة ضحكتها تخفي خلفها دمعات صامتة ، وقصائد لامعة المجاز حين يجن الليل عليها تتوهج تحت ظلال القمر، وترتبك من وقع موسيقاها خطوات النجمات فيغفو الليل آمناً من بعد أرق ، لكنه ينتبه لصدى دقات النهار فوق أبواب شمس ما تزال تقاوم البزوغ وتفرك عينيها في كسل تمشط جدائل الضياء ، يتململ الحب حين يعاجله الوقت بفتح فيه الصمت ، يرى حدائق الحكايات غير مكتملة النهاية تذبل رويداً رويداً ، وأنامل السماء تخبئ ما تبقى منها في صرر الغيم.

في كل عيد للحب ترفع عاشقة مبتدئة يديها باتجاه السماء وتهتف بفرح: مطر.. ‏مطر

‏فيحملها عاشق غر ويدوران معاً حول الأغنيات، يراقصهما الوقت قليلاً ثم يعتذر متعللاً باقتراب دقات الصمت، فتذبل حكاية أخرى تلتحق بالغيم.

حول أقدام الأشجار الراسخة في الأرض يركض طفل صغير، ينظر بفرح نحو السماء ويهتف: ما أجمل المطر، أريد فراشة ، أريد ريشة ملونة ، ‏أريد سهماً من تلك التي يحملها طفل الحب

‏١٤ فبراير ٢٠٢٤

"الحب" تمثال رخامي - متحف اللوفر - النحات أنطوان دينيس شوديت ١٨١٧


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق