الروح المقدسة
الحياة بكل ما تحمل من معانٍ قابلة دائماً للتطوير والتغيير
ولطالما نحيا ونعيش وقتنا فلا مناص من أن نعيد دائما قراءة أنفسنا
بل يجب علينا فعل ذلك بين الفينة والفينة
كمن يرتب خزانته ويضع هذا هنا وهذا هناك
عليه دائما أن يعيد ترتيبها بين وقت وآخر
لأنه في كل مرة يفتحها ويأخذ منها شيئاً أو يعيد إليها أشياء
ثمة أشياء تتحرك من مكانها وثمة فوضى تحدث أحياناً
حتى مع الرفوف الثابتة التي لا يخرج منها شيء أو يدخل إليها شيء
عليه أيضاً أن يمنح هذه الأشياء حق رؤية الشمس والتنفس
علينا أن ندخل الضوء إلى خزانتنا
ونفتح أبوابها أمام جديد الهواء
هذه الخزانة هي الروح التي تسكن جسدنا
كم تحملتنا وكم تحملت معنا من فوضى وازدحام وفراغ أيضاً
هذه الروح التي نلقي داخلها بكل ما فينا دون أن ننتبه أنه أحياناً
تئن رفوف الروح تحت وطأة ثقل الوقت وثقل ما نحمله
أيضاً ازدحامنا بكل تلك المشاعر والأفكار والأمنيات والتخيلات
كل هذا تحمله خزانتنا وهي صامتة إلى أن يأتي وقت وقد تنفجر فيه
قبل أن نصل إلى هذه المرحلة السيئة أو حتى إذا وصلنا لها
فعلينا أن نتوقف تماماً عن ملئ خزانتنا بأي شيء لا جديد ولا قديم
علينا أن نقف في مواجهة أنفسنا ونفتح خزانتنا وننظر جيداً في محتوياتها
علينا أن نقرر هل سنبقي على شيء من القديم وماذا نريد أن يبقى منه ؟
وأن نسأل أنفسنا هل نحن على استعداد لأن نضيف إلينا جديداً ؟
حتى يتسنى لنا ذلك
وجب علينا إعادة فرز وتصنيف ما بداخلنا وإعادة ترتيب أنفسنا
في إعادة الترتيب ولملمة الفوضى ونزع الغبار المتراكم مع مرور الوقت فوائد جمة:
أهمها أن نقدس أنفسنا ونضعها قبل كل شيء
أن نستعيد أرواحنا / أنفسنا / خزانتنا قبل أن تضيع أو تنفجر
أن نستعيد داخلها مساحة قابلة للامتلاء والتفريغ حسب احتياجتنا
أن نعرف حدود كل شيء فيها قديمه وجديده
وألا يطغى أي منهما أو كلاهما على حسابنا
والأهم من كل ذلك :
أن نثق في أنفسنا أننا وحدنا ودون مساعدة من أحد
القادرون على أن نفتح خزانتنا ونواجه ما فيها بشجاعة
وحين ننتهي من إعادة ترتيبها ونغلقها نكون قد علمنا تماماً
أنه حتى يكون هناك "نحن" يجب أولاً أن يكون هناك "أنا"
أننا بشر قابلون للتطوير وأن كل ما فينا من روح وجسد غير جامدين
علينا أن نتمتع بشيء من المرونة في التفكير والتعاطي مع مجريات الوقت
على ألا يطغى هذا على مبادئنا وإيماننا بالروح التي تسكننا
هذه الروح المقدسة بحق هي أرواحنا
18 مايو 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق