صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

صـــ ،،،،، ــــمـــ ،،،،، ــــت

الجمعة، 15 فبراير 2013

رسالة على قارعة الطريق

 

رسالة على قارعة الطريق

أوجدتها ؟! نبضات حرفي .. تلك التي علقتها على جدران رسالتي؟ أقرأتها عيناك أم لامسها شغاف قلبك حين ضممتها لصدرك؟ هل هاج بك الشوق حين رأيتها؟ هل استطعت أن تفرق حروفها عن نبضاتي الـ تشتعل في صدري حين كتبتها لك؟ أم كعادتك تركتها وحيدة، وألقيتها على حافة أيامك المتعبة... ألم يعرك الفضول جناحان لتفض سر تلك الحروف التي تركتها لك ذات نبض فاض من القلب بعد أن امتلأت به الروح عن آخرها ،،، لتقرأ سيد الندى نبضاتي تركتها لك على قارعة طريق الأمل...
يا أنت ،، يا المسافر في دمي،، يا من تطرق كل أبواب الرحيل في جسدي، وتعرف نبضاتك كيف تتسلل إلى مسامي... ويخترق وجودك كل أنظمة دفاعي... تأسرني الروح التي تسكنك، ويوقعني ألمك في شباك لامتناهية من وجع الفراق.
هذا الوجع الذي تغرس بذوره كلما ترحل، وهاهي شجرته تنمو لتستوطن قلبي... وجع يكاد يغطي وجه السماء فتنطفئ من أجله شعلة الشمس، ويغلق القمر ليلا نوافذ النور، ويلملم مصابيح النجوم ويرحل.
أيها الوجع الساكن بداخلي أبدا، يا من تتفتح لك كل مسامات الأرق، وتشتهي اللحظات أن تمر بين يديك، هل يمكنك أن تبدل بأثواب الحزن الفرح؟ هل تستطيع أن ترتق ثقوب القسوة التي يتركها ألمك أحيانا في روحي؟
عقارب الزمن تقتات على أنفاسي وأنت بعيد... ممتدة صحاري الوحشة بين التلاقي والبعاد، ومفازات الانتظار أضنتها وعورة الطريق إليك... سياط شمس البعاد تحرق جبهة الروح... وحشة العبور إلى اخضرار قلبك لا منجى منها دون أن تنهش ذئاب الوقت روحي، وتقتات على ما تبقى من نبتة الصبر التي زرعتها في قلبي... لا تملك الروح فضة العودة من نهر اليأس الذي أجريته بين يدي يوم رحلت، ويبس حلق النداء، وجفت أوراق القلب.
و لا زال السؤال يعشش أركان الروح يسألك : هل ارتضيت هذا السكون يسور أشجار عشقك؟ هل تنحى القمر عن تكملة المسير نحو بدء الليل؟ لماذا تتحالف معك أصابع الأرض فتلوح بالرحيل؟
تبسط الشمس كفوفها الصفراء لتجثم على الروح حين تدخل الأرض موسم الهذيان... قل لي بربك،كيف ستخضر صحاري الأيام دون هطول المطر؟ و من أين يأتي الربيع بوعوده البراقة، لمحو أوجاع الروح؟
انظر إليّ مليا هذه أنا وحيدة على شاطئك... مددت كفي أبحث عنك بين حبات الموج، كلما اشتد بي عطش الحنين إليك عاودني الظمأ لروحك من جديد. كفراشة الوقت أحترق كلما اقتربت، وأخاف في البعد برد الشتاء...
في قاع النفس المستوحشة تختبئ بقايا شمسكـ، تحرق روحي الحائرة، فتظل تحوم تبحث عنك... عن الغائب في حرقة الوجد... عن المتسربل دائما بالبعاد، وأظل أنادي والصدي تكرار لحرقة الانتظار.
قبل أن تدخل الأرض في مدارات غيابك مر شغاف قلبك أن تُسكنني بين حناياه... مر دقائق روحك أن تذوبني فيك أكثر... مر خلجات أنفاسك أن تحترق بي... مر الهواء ألا يعبر بيننا فيبعدني عنك أكثر...
في سرة السماء عند نقطة ميلاد الفجر أودعت سر اشتياقي إليك على متن غيمة يصطبغ المطر فيها بلون الروح وبمفتاح من حرير الشفاه... أغلقت السماء وابتهلت للرب ألا تنفتح مغاليق أبوابها، ريثما تتوب عن البعاد وتؤوب من جديد...
وحيدة أنا بانتظاركـ و بعيد أنت كما عاداتك دائما..أضفر نبضاتي ببعض حرفي، وأتركها لك رسالة على قارعة طريق أتمنى يوما أن تمر به ،،،

/
عايده
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق